أحزاب المعارضة في مقطع لحجار لن تتجرأ على مجرد الترشيح للإستحقاقات القادمة إطلاقا: الكاتب الناجي بلال (رأي حر)
ببساطة
لأن التجربة المُرَّة التي تَجَرَّعها من كانوا يحملون شعار التغيير كان حصادها
غياب المقاطعة عن المشهد السياسي المؤثر على المستوى الوطني و كذلك خيبة الأمل من
أداء المنتخبين و تذبذب بعضهم و ترحال بعضهم الآخر
.
فالتغيير
بالنسبة للبرلمان إن لم يكن على المستوى الوطني عموما فستظل مقاطعتنا فقط محسوبة
سياسيا على هامش الأحداث كحالها خلال سبع سنوات عاشتها المقاطعة في أقلية ضئيلة من
النواب في البرلمان تُحسب مقاطعتنا كسقط المتاع .
فشل
المنتخبون في ربط أي نوع من الإتصال بالقواعد الشعبية و الوجهاء و أهل الحل و
العقد من رؤساء القرى و زعماء التجمعات و أطر و كوادر الدولة البارزين .
فمنازل
نوابنا المحترمين لا يعرفها إلا من رحم ربك و قليل ماهم .
و هاهي أطول مؤمورية في تاريخ برلمانات البلاد
قضتها مقاطعتها في غياهب أقلية الأقلية من المدن التي تُحسب على الصفر السلبي بسبب
موجة حقد دفين اجتاحت المقاطعة كغيرها من مناطق البلاد سنة 2006 على مرحلة من
تاريخ البلاد و من يمثلها من رموز .
و اليوم تغيرت الصورة تماما و صار الشعور بالمرارة
هو سيد الموقف لهذه الأسباب المجتمعة وصارت كلمة التغيير و عبارة المعارضة شبحا
مُخيفا يمقته الأهالي و الشباب الذين انهارت أحلامهم الوردية و جربوا صعوبة
الإرتماء في أحضان معارضة الشعارات الجوفاء و السقوط ادراماتيكي الرهيب من علياء
المعارضة الناصحة إلى الناصعة إلى الناطحة و من ثم تتدهور في هوة سحيقة من الصمت
الرهيب و التمزق الوشيك .
من الشعار المرحوم (ارحل) إلى محاولة الإلتفاف
والتلاعب بالألفاظ من قبيل (الرحيل بالإنتخابات) .
فواقع المقاطعة اليوم هو أن هناك مجموعات سياسية
ضخمة كانت تدور في فلك المعارضة 2006 و هاهي اليوم تنضم بقضها وقضيضها إلى حزب
الإتحاد (مثال لكراع و انضلي) و (التاشوط) وهناك مجموعات انتخابية كبرى كانت دائما
تنقسم إلى نصفين تلقائيا بين المعارضة و الموالاة و هاهي تتوحد تماما في بوتقة واحدة
لصالح خيار الحزب الحاكم (كُيمي أي مدينة لخريزة و ضواحيها و كذلك تاشوط الطوبة
إضافة إلى ليردي و المشروع في آكُوينيتَ) على سبيل المثال لا الحصر .
إذن بناء على ذلك فإنه من باب (مَتنْ لُوجَه) أن
تترشح أحزاب المعارضة في مقطع لحجار – مجرد الترشح – استفزازا لمشاعر الساكنة و
تحديا لهذه الحقائق و المعطيات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق