24‏/03‏/2014

طبيب صنكرافة ... الظاهرة



في هذه المدينة الهادئة الحالمة ، ذات الرمال الناعمة الذهبية المبهجة بجمالها، و المرتفعات الجبلية المنتاثرة ، و التي تبهرك بلباسها اليانع وحللها الزاهية، ملامح الانسان فيها تتصف بالبساطة و حفاوة الاستقبال لدى الصغير و الكبير , والميل الفطري للسلم ونبذ العنف والتعصب ، فمن النظرة الأولى يتولد في ثنايا أحاسيس الزائر للمدينة شعور دافئ جميل ينم عن مدى روعة الإنسان و المكان  ، وتناغم المناظر الطبيعية البكر تناغما تستمد منه المدينة بهاءها.
هنا حيث تتعانق مع كل سحر أصوات الأذان مع التلاوة ، حيث تضج الحياة بالعباد و النساك و القيام و الركع السجود ، هنا حيث تمتزج طبيعة الكرم المتأصل في النفوس بالإيمان العميق و الروح المحلقة في عالم الإيمان بالغيب والرضا بالقضاء ، هنا في مدينة صنكرافة حيث تجبرك الصور على التمهل حتى توفي التاريخ و المكان حقهما .

قد لا تصدق أنه في هذه المدينة الواقعة في شرقي مقطع لحجار ، يوجد طبيب تقليدي يجمع بين الثقافة العصرية و الطب النبوي و طب الأعشاب المعروف في المشرق ، و الطب الإفريقي سيدهشك أنه يستطيع أن يعطي ، قياس الضعط ، و الوزن ، و فصيلة الدم ، و الفحص بالأشعة(أسكانير) ، و فحص السكر ، بمجرد أخذ النبض.. يستطيع أن يميز علاقات النسب بين مريديه ،   و العمليات الجراحية التي سبق أن أجريتها ،، يستطيع أن يعالج الكثير من الأمراض المستعصية ... كل ذلك مجانا إن توفر على الدواء ،، و إن لم يتوفر عليه سيدلك على مكان بيعه ، في الخليج أو المغرب.. ما أتحدث عنه واقع و ليس قصة خيالية ،،إنها تجربة شخصية ،، و صداقة مع الطبيب المتواضع لحد نكران الذات ، النابه لدرجة تحيرك ،،، إنه الطبيب عثمان ولد المصطف .

هو رجل يزيد على الاربعين سنة ، متواضع جدا ، ذكي جدا ، يرفض التصوير ، يعالج ، الكبد أ و ب ،، و السكري ،،، كل أمراض المعدة ،،، يعتمد العسل كمادة أساسية من الدواء ،، يأمر بشرب الماء كثيرا و يأمر بالرياضة الصباحية . رأيته حدث سيدة عن أنها قد زرعت وريدا اصطناعيا ،، حدث أخرى عن آلام في الركبة لم تذكرها ،،.

أكثر رواد هذا الطبيب من مدينة مقطع لحجار القضية الأساسية التي دفعتهم للذهاب إليه هو خوفهم من الأدوية العصرية التي تدخل إلى البلد بدون رقابة ، مما جعلهم يبحثون عن علاجات طبيعية و هي ظاهرة تنتشر في جميع المناطق التي يرتفع فيها الوعي الصحي ، ويخشى فيها المواطنون اآثار السلبية للأدوية المزورة. 
نقلا عن ريم تودي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق