19‏/03‏/2014

ورحلت في هدوء ياصديقي



قبل سنتين حين كان يستعد زميلي وصديقي محمدن عالي لمغادرة المغرب متوجها إلى وطنه بعد عام أمضاه خارج الوطن وهو الذي لايقدر على مفارقة رياح الجنوب حين تهب معلنة لعشاقها أنه لامجال لترك تلك الأرض،وأن بعد الشقة وطول المسافة لايمثلان عذرا مقبولا لمن تنسم ذاك الهواء العليل .

غير أن مايزيد من عشق تلك الأرض أن لصديقي مبررا آخر للعودة فهناك تنتظره من يتمنى أن تصبح يوما زوجته وأما لعياله.
أعود بكم قليلا إلى الوراء فأحدثكم عن صديقي محمدن عالي ذاك الشاب التقي النقي المواظب على الصلواة في المساجد عرفته مايقارب السنتين حين جمعتنا شعبة الحضارة والإعلام في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية فكنا أكثر من زميلين جمعتهما مقاعد التعلم، يزورني بإستمرار في البيت قصد تدريسي وهو المستغني عني وأنا المفتقر لعلمه وثقافته،كثيرا ما ينقطع عنا وكأنه دخل عالما آخر حين ينجرف الحديث إلى ذاك الجزء الآخر المسكوت عنه من حياتنا فلايشاركنا في الحديث وكأنه ينظر إلى حسنوات الجنة فلاتطرف عينه إلى ملذات الدنيا.
كان محمد ن عالي من الأوائل فأتيحت له فرصة الدراسة في المغرب رحل حاملا معه أحلام فتى لايريد علوا في الأرض ولافسادا ،لم نكن نتصور أنها كانت رحلته الأخيرة .
إلتقيته في هذا العالم الإفتراضي أياما قليلة فما رأيت فيه تغيرا بعدي هو كما عرفته داعيا إلى الحق آمرا صديقه بالمعروف ناهيا عن المنكر .
أنقضت السنة الدراسية وقرر زميلي العودة إلى وطنه وإلى أسرته الكريمة حاملا معه حلما بإكمال نصف دينه.
لكن الأقدار سبقته فكان موعده هناك عند رب رحيم أختار أن يعجل له عمله الصالح ،ليرحل في صمت بعد حادث سير مؤلم على الحدود المغربية الموريتانية .
يعود إلى وطنه محمولا على الأعناق ولسان حال القوم
لقد حكمت بفرقتنا الليالي ولم يكن عن رضاي ولارضاكا
فليتك لوبقيت لضعف حالي وكان الناس كلهم فداكا
يعز علي حين أدير عيني أفتش في مكانك لاأراكا

الصورة جمعتنا في مقر نقابة الصحفيين أيام تخرجنا المرحوم عن اليمين صاحب (الدراعة الخضراء )
من صفحة: عبد الله ولد يسلم علي الفيس بوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق