19‏/08‏/2013

قراءة تحليلية في واقع المشهد السياسي للحزب الحاكم وجهود المصالحة في بلديات مقاطعة ألاك /عبد العزيز ولد غلام ) رأى حر



تشهد الساحة السياسية في عموم بلديات مقاطعة ألاك حراكا سياسيا غير مسبوق أمام لجنة التحسيس التي أوفدها الحزب مؤخرا من أجل التشاور مع الفاعلين السياسيين المنطوين تحت لواء الحزب بشأن الترشحات للإستحقاقات البلدية والنيابية على مستوى المقاطعة عموما وهو ما انعكست تجلياته في استقطاب شعبي كبير تجسد في تحالفات من العيار الثقيل أحيانا وأحيانا من العيار المتوسط شأن كل واحدة منها الحصول على ضمانات مقابل تقديم تنازلات من أجل الحصول على أحد أكراميات الكعكة السياسية من طابور أحد المقاعد الرئيسية في البلدية أوالنيابية دون أن تضرب عرض الحائط بتماسك الحزب .
حيث تتصارع المجموعات في تحالفات تتميز بالميوعة أحيانا بعرض ثقلها ووزنها أمام لجنة الحزب لتمنحها المكان المناسب في الكعكة السياسية وفي هذا الإطار سوف نعطي تفاصيل عن المشهد السياسي في كل بلدية على حدة :

بلدية ألاك
على مستوى بلدية ألاك هناك ثلاثة تحالفات من العيار الثقيل تتمثل في ثلاثة أجنحة
ـ جناح يقوده مدير الشركة الوطنية للصناعة والمعادن محمد عبد الله ولد أوداعه ويضم فدرالي الحزب في ألاك محمد ولد جهلول والنائبة البرلمانية أمنة منت المولود .
ـ جناح مبادرة يدا بيد (جماعة إداشفغ ) ويقوده محمد ولد اسويدات ويدخل في عضويته سيدي ولد يومه
ـ جناح مبادرة أمل الدشرة والتي تمثل قواها مجموعة من شباب (ليبرتي) ويقوده الإطار في وزارة المالية عباس صو والعمدة المساعد عمر انجاي وبابا أفال وسيد ولد ابلال
ـ في حين يوجد جناح رابع لا يؤمن بمبدإ التحالفات في إطار حزب الأتحاد ويرأسه الوزير الأسبق الداه ولد عبدي الذي يعتبر من أهم الشخصيات المخضرمة ذات البعد السياسي العميق الذي يومن بفكرة الإندماج الحزبي فقط  بعيدا من التحالفات وبعضوية كل من المصطفى ولد اوداعه الأمين الفرعي للحزب في مقاطعة ألاكوالمصطفى ولد محمد عبد الله الملقب النهاه وشيخ المقاطعة المختار ولد بوبكر ويسعى من خلال وجوده إلى وضع آلية توافقية وتصالحية بين مختلف الفعاليات السياسية من أجل تقاسم الفرص بإنصاف ويكثف هذا الجناح جهود المصالحة من أجل توزيع مقعدي نائب المقاطعة والبلدية بالتراضي مع الأجنحة الثلاثة دون أن يحدث ذالك أي تصدع في تماسك الحزب
وتتصارع هذه التكتلات الثلاثة على عمدة بلدية ألاك ونائبها حيث تراهن مجموعة أمل الدشرة على مقعد بلدية ألاك فقط دون ان تطالب بالمقعد النيابي باعتبار أنهم يمثلون سكان الدشرة على حد وصفهم ورغم التجاذب بين هذا الحلف على مستواه في من سيقدم لهذا المقعد حيث كان مقررا تقديم شخصين من داخل الحلف هما العمدة المساعد عمر انجاي والشيخ ولد ابلاب لترشيح أحدهما لمنصب العمدة وفي الأخير تم الإتفاق داخل الحلف على تقديم الشيخ ولد أبلال كمرشح مقترح لمنصب العمدة أمام لجنة تحسيس الحزب .
وفيما يخص جناح محمد عبد الله ولد اوداعه فإنه يحاول المغازلة على مقعدي البلدية لصالح أحد الشخصيتين المقترحين ماحي ولد عمر ولد سيدي والمصطفى ولد عبد الفتاح في حين طالبت النائبة البرلمانية آمنة بنت المولود عضوة الحلف منحها فرصة الأختيار لمأمورية ثانية لمقعد النائب
اما بالنسبة للحلف الثالث مبادرة يدا بيد (جماعة إدا أشفغ )فرغم ثقلها النوعي في المجال السياسي فإنها تطالب بأحد المقاعد وخاصة منها المقعد النيابي حيث من المتوقع ان تتنازل لمبادرة أمل الدشرة عن منصب البلدية كحلف اٌقرب إليها من الأول والذي شاركها في مختلف النشاطات الماضية والمهرجانات وعلى أساس هذه الرؤية يرى المحللون السياسيون ان لجنة تحسيس الحزب ستشهد أقوي الصعوبات في تحديد مقعد النائب على مستوى بلدية ألاك من خلال قوة الاستقطاب ولعبة شد الحبل بين جناح محمدعبد الله ولد أوداع والجناحين الآخرين الذين قد يتحالفا في الأخير ضده أمام لجنة تحسيس الحزب لتحديد مرشح الحزب لمقعد النائب , وستكشف الأيام القليلة القادمة المستور حول نتائج هذه المصالحة في توزيع اكراميات الكعكة السياسية للمقعدين البلدي والنيابي في ألاك .
بلدية شكار :
رغم وجود قوي شعبية للحزب في بلدية شكار فإن لجنة التحكيم لم تجد صعوبة في حلحلة الوضع السياسي في بلدية شكار حيث ألقى شيخ المقاطعة المختار ولد بوبكر وبعضوية الدح ولد بوبكر ثقلهما في البلدية وتم حسم تعيين الشخصية المرشحة لمنصب العمدة أمام لجنة التحسيس دون كبير معاناة حيث تم تعيين الطبيب محمد ولد بوبكر مرشحا مقترحا لمنصب عمدة بلدية شكار
بلدية أغشوركيت :
تمتاز بلدية اغشوركيت بقوة استقطابها السياسي داخل حزب الإتحاد من أجل الجمهورية حيث توجد مجموعتان تتصارعان على مقعد البلدية وقد قدمت إحداهما محمد محمود ولد حيبل كمرشح لعمدة البلدية وهي مجموعة محمد عبد الله ولد أوداعه في حين قدمت المجموعة الثانية التي يرأسها محمد حبيب الله ولد الحاج محم ـ المدعومة من طرف مبادرة يدا بيد( جماعة إدا اشفقغ ) ـ محفوظ السالم ولد محمدا كمرشح لها لعمدة البلدية وبحسب المعطيات والمعلومات فإن لجنة الحزب لم تجد حلا توافقيا بين المجموعتين في الوقت الذي مازالت فيه جهود المصالحة والتفاوض مستمرة بين المجموعتين لإيجاد حل التوافقي قبل ان تأخذ لجنة الحزب قرارها النهائي في حالة ما إذا أخفقت جهود المفاوضة بين المجموعتين . وبحسب المحللين السياسيين فإن المجموعتين رغم أنهما هما نفس الحلفين الأكثر تجاذبا في بلدية ألاك فإنه قد يتم التسوية بمنح إحدي المجموعات منصب العمدة في اغشوركيت على ان تمنح الاخرى منصب النائب في ألاك في إطار تصالحي يرضي الحلفين .
بلدية بوحديدة :
تعتبر بلدية بوحديدة ثاني أكبر بلدية في مقاطعة ألاك من حيث عدد الناخبين ما يزيد على (6000) ناخب وتمتاز بقوة استقطابها السياسي المبني على أساس قبلي موزع بين العديد من الحواضر القبلية ذات الكثافة السكانية العالية (إدكشم أزماريك أولاد عبد الله تاكنيت ) وبحجم قوة الاستقطاب السياسي استطاعت المجموعات وضع تصور لتقاسم المناصب بجهود مصالحة جمعت إضافة إلى الأطراف كلا من شيخ المقاطعة المختار ولد بوبكر وبكار ولد أحمدو , حيث تم تعيين العمدة لصالح مجموعة أزماريك على أن يكون نائبه الأول لصالح مجموعة تاكنيت في حين تم تحيين منصب نائب المقاطعة لصالح مجموعة إدكشم في شكل تصفيات أولية على أن يقوم الحزب لاحقا فيما بعد بتصفيات نهائية لتحديد أحد المقترحات المتعلقة بالنائب على مستوي بلديتي ألاك وبلدية بوحديدة ليكون أحدهما النائب والثاني خلفه.
مركز مال الإداري :
يضم مركز مال الإداري بلديتين هما بلديتي مال وبلدية جلوار ويعتبر أكبر ترسانة إنتخابية في مقاطعة ألاك عموما داخل هذا المركز حيث يبلغ عدد الناخبين أكثر من 12 ألف ناخب معظمهم في بلدية مال .
وعن الوضع السياسي للحزب في هذا المركز فإنه يعتبر وضعا شائكا وصعبا إذا ما قورن بالوضع الحزبي في باقي بلديات المقاطعة نظرا لقوة استقطابه وتجاذبه ويشكل امتحانا صعبا أمام لجنة بنت فرجس وولد اياهي , ذالك أن هذا المركز رغم أنه يستحوذ على معظم ناخبيه الحزب الحاكم إلا أنه توجد فيه خلايا نائمة لصالح حزبي اتحاد قوى التقدم وحزب التحالف الشعبي التقدمي المعارضين
وتتشكل البنية السياسية لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية في ثلاث تحالفات إضافة إلى مجموعة رابعة خارجة عن نطاق التحالفات هي جمعات أهل بورات وهذه التحالفات هي كمايلي :
ـ تحالف يرأسه مدير ديوان الوزير الأول على ولد عيس ويضم كلا من عمدة مال الحالى وعمدة جلوار ومجموعات لبحيحات
ـ تحالف يرأسه زيني ولد أحمد للهادي وبعضوية سيد أعمر ولد سيدنا وابراهيم الخليل ولد احميادة
ـ جناح يرأسه اسماعيل ولد اعمر
وتشتد الهوة بين هذه الأجنحة الثلاثة في تنافسها على مقعدي بلدية مال وجلوار ومقعد برلماني واحد
حيث يصر حلف مدير الديوان على التمسك لعمدة البلدية على ان حلف زيني ولد احمد للهادي يطالب بمنصب النائب البرلماني
في حين يطالب اسماعيل ولد اعمر بمنصب عمدة بلدية مال حيث يصف فترة مأمورية كل من أحمد ولد أبيب والعمدة الأسبق سيد اعمر بالعشرية السوداوية في تسيير بلدية مال معتبرا أن هاتين المأموريتين تميزتا بفساد التسيير وتجاهلتا إرساء قواعد التنموية في البلدية حسب مقابلة سابقة له مع وكالة البشام .
ومن المقرر أن تحل لجنة تحسيس الحزب اليوم الخميس في مال من أجل حلحلة الوضع السياسي والتجاذب الإستقطابي بين المجموعات القبلية المتعددة واستماعها إلى مجمل المقترحات المقدمة في إطار ترشحات الحزبوبذالك تكون لجنة الحزب أمام أصعب امتحان لها في مقطعة ألاك .
بلدية جلوار :
هي بلدية ريفية رعوية وزراعية على مشارف مثلث الفقر ويعتبر الإستقطاب السياسي فيها امتداد ا للواقع السياسي في بلدية مال حيث تنعكس عليها التجاذبات السياسية في المنطقة ويجد فيها جناحان هما جناح العمدة الحالى الشيباني ولد بيات وجناح ابراهيم الخليل ولد احمياد حيث يحاول الأول ان يحصل على مأمورية رابعة في البلدية فهو العمدة الوحيد الذي لم يتربع أحد سواه على هذه البلدية ويتحالف في ذالك مع مدير ديوان الوزير الأول علي ولد عيس في حين يحاول خصمه ابراهيم الخليل ولد احمياده إقصاءه بتقديم مرشح منافس له وذالك في شكل تحالف مع زيني ولد أحمد للهادي وسيد أعمر ولد سيدنا
وبهذه القراءة التحليلية نرجو ان نكون قد وفقنا في إعطاء تصور واقعي للحراك السياسي في ست بلديات تابعة لمقاطعة ألاك بموضوعية وأمانة دون تحيز لأي طرف أوجناح .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق