تعاني الفنادق والشقق المفروشة في
عاصمة الولاية "ألاك" من مشاكل كبيرة تتمثل في هجرة الزبائن في بعض
المواسم وكثرة الضرائب التي تفرضها البلدية والمؤسسات الخدمية الأخرى من شركة
للكهرباء ورواتب العمال وتكاليف الصيانة والضرائب السنوية.
وفي ملف نشرته وكالة الأخبار المستقلة
كشفت مجموعة من ملاك الفنادق والنزل عن سلسلة من المشاكل التي تقف أمام تقدم
الخدمات الفندقية في الولاية بشكل عام وفي العاصمة بشكل خاص.
فقد بدأ العمل في أقدم الفنادق بألاك عام
2004، إذ لم تعرف المدينة قبل ذاك التاريخ أي استثمار في هذا النوع من الخدمات رغم
توفره المبكر نسبيا في بعض مناطق الولاية التي تعتبر ألاك عاصمة لها خصوصا على ضفة
النهر.
وبالرغم من موقعها الاستيراتيجي ووقوعها
على ملتقى طرق بين ولايات الجنوب والشرق الموريتاني وقربها من العاصمة انواكشوط، فضلا
عن إرثها التاريخي الممتد من 2 مايو 1958 حين احتضنت أول مؤتمر أسس لقيام الدولة الموريتانية
الحديثة، إلا أنها ظلت تفتقر لكثير من الخدمات العصرية، إذا ما قورنت بنظيراتها من
عواصم الولايات الأخرى.
ففي عام 2004 شهدت المدينة تأسس فندق لمدينة
كأول منشأة خدمية في هذا المجال، وبات يوفر خدمات من بينها السكن وعقد المؤتمرات وإيجار
الغرف لأيام أو لساعات حسب رغبة الزبون، فضلا عن وجبات سريعة لا تتوفر في المطاعم الشعبية
المنتشرة بكثرة على جنبات طريق الأمل وسط المدينة.
ويقول مسير الفندق في حديث لوكالة
الأخبار البو ولد فاته إن تأسيس الفندق لم يكن بدافع ربحي بل جاء غيرة من أحد أبناء
المدينة عليها نتيجة الأحاديث المتكررة التي سمعها من شخصيات رسمية زاروا المدينة في
مهام حكومية و آخرين ألجأتهم الظروف لقضاء بعض الوقت فيها، دون أن يجدوا مكانا لائقا
يرتاحون فيه ويوفر لهم حاجيات غذائية تناسب ذوقهم، بدل الجلوس والأكل تحت أخواخ منتشرة
على جنبات الطريق.
ويقول ولد فاته إن محدودية الإقبال على
خدمات الفندقة ألجأت صاحب الاستثمار على النفقة من جيبه لتسديد فواتير المياه والكهرباء
ورواتب العمال وتكاليف الصيانة طيلة ثمانية
أشهر من السنة، قبل أن يبدأ الإقبال يتحسن مع بواكير العطلة الصيفية من كل عام.
ويضيف ولد فاته أن شركة الكهرباء تصنف منشأته
كزبون مميز يلزم بتسديد الفكاتير نهاية كل شهر، حيث يتعين عليه دفع أزيد من 300 ألف
أوقية كحد أدنى رغم أنه قد يضطر في أحايين كثيرة للاعتماد على المولدات الكهربائية
نتيجة الانقطاعات المتكررة للكهرباء، كما
أن المياه لا تصله بشكل منتظم نتيجة ضعف الضخ في الأنابيب وارتفاع المنطقة التي يقع
فيها، كما أن عليه دفع مبلغ غير ثابت للبلدية عن لوحاته الإعلانية يصل أحيانا للشهر
الواحد 20 ألف أوقية عن كل لوحة إعلانات بالإضافة إلى 300 ألف أوقية كضريبة سنوية ثابتة.
أما مسير نزل الأمل الشيخ ولد أحمد فيقول
في حديث للأخبار إن نزله تأسس في العام 2006 أي بعد عامين من تأسيس فندق لمدينة، وقد
جاء تأسيسه هو الآخر من طرف أحد أبناء المدينة.
ويقول مسير نزل الأمل إن منشأته وفرت فرص
عمل للعديد من شباب المدينة، وإن الدافع الأبرز من إنشائها يتمثل في الرغبة في توفر
مدينتهم على خدمات عصرية توفر حاجيات زائريها حتى ولو كانت مردوديتها الربحية شكلية،
باستثناء ما تقدمه للزبناء الأجانب، خصوصا من حملات الجنسيات الغربية.
لا تختلف الخدمات المتوفرة في المنشأتين
الخدميتين، كما أن أسعارها تظل شبه موحدة تقريبا، فأسعار الغرف تتراوح ما بين
8.000 إلى 12.000 حسب الأحجام، كما أن قاعات المؤتمرات يتم تأجيرها لـ 24 ساعة بنحو
50.000 أوقية مع تجهيزها بمكبرات الصوت.
وقد سبق لعدد من المرشحين الرئاسيين أن
أقاموا في الفندقين خلال الحملات الرئاسية الثلاث التي شهدتها البلاد منذ العام
2007 ومن بينهم رئيس البلاد الحالي محمد ولد عبد العزيز فضلا عن وزراء ومسؤولين حكوميين
بارزين.
المصدر وكالة الأخبار المستقلة بتصرف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق