لعل المأثور الذي يقول إن العرب لا تعرف
قيمة المرء إلا حين يرحل، جليا في فقد قرية تويجكجيت و بلدية صنكرافة عامة للشيخ العلامة محمد أحمد ولد الحاج أحمد، ولو أن
الناس استنطقوا حال الزمان بعد الشيخ لأنشد قول عنترة ابن شدّادْ
سيذكرني قومي إذا جدّ جدهم .. وفي اليلة
الظلماء يفتقد البدر.
في العشرية الثانية من القرن الماضي ولد
الشيخ محمد أحمد ولد الحاج أحمد بقرية تويجكجيت الواقعة شرقي البلدية على طريق الأمل،
حفظ الشيخ القرآن الكريم ، ودرس علومه على أحد مشايخ القرية، ثم انتقل بعد ذلك إلى
محظرة العلامة أواه ولد الطالب ابراهيم حيث أخذ من معين العلم غضّا طريا ، تتناوله
أفئدة الطلاب وألسنة الحافظين.
درس الشيخ رحمه الله كتبا فقهية كثيرة في
هذه المحظرة ، تسامر مع الشيخ خليل في مسائله الفقهية ، و سهر مع السيوطي و الأوزاعي
و ابن تيمية و الشعبي وابن القيم و غيرهم من علماء المسلمين.
لينتقل إلى "الرقيبة" بولاية
تكانت ، فدرس هنالك نوازل سيد عبد الله ولد الحاج ابراهيم على شيخه محمد عبد الله البصادي
، و بعض حواشي الفقه و اللغة ليعود إلى مسقط رأسه.
لدى عودته إلى اتويجكجيت دفعه حلمه و حكمته
و عمله أن يحصل على مشيخة ادينب، وهو أكبر منصب يمكن الحصول عليه في ذلك الفخذ المتشعب.
التزم الشيخ الطريقة القادرية حتى آخر عمره
، وهي طريقة سنية تنسب إلى مؤسسها عبد القادر الجيلاني ، و يلتزم المورد فيها بتسعة
أمور، الالتزام بالكتاب والسنة و الجَـدٌ والكًـدٌ ولزوم الحَـدٍ حتى تنقد، و الاجتماعٌ
والاستماعٌ والإتباعٌ حتى يحصل الانتفاع ، و الاعتقاد بشيخ الطريقة العقيدة الصحيحة،
و حب الشيخ ، و الدعوة إلى الله ، و كثرة الذكر لله تعالى ، و محبة آل البيت ، و حب
كل الأولياء والصالحين.
عاصر الشيخ رحمه الله الشيخ محمد المصطفى
ولد الشيخ أحمد أبي المعالي و تتلمد على الشيخ أحمد أبو المعالي ، عليهم رحمة الله.
كان مواظبا على إمامة جامع تويجكجيت، مع
الورد اليومي (الحزب) بعد المغرب و العشاء و الفجر، و تعلق قلبه بالمسجد ، حتى أنه
لم يمنعه كبره وضعفه من الدوام على الغدو إلى المسجد والرواح.
كان رحمه الله عالما ورعا، درس عددا كبيرا
من أبناء المنطقة ، و ربما صرف على طالب العلم حتي ينهل من المعين.
كما تميز الشيخ رحمه الله بالحلم و الأناة
و التواضع و خدمة الناس و السعي في مصالحهم ، توفي يوم 17 يوليو 2014 بعد عمر حافل
بالدعوة و العلم.
نقلا عن مدونة صنكرافة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق