"في مقطع لحجار.. ومنذ ظهو ر البلديات تعاقب
على بلديات المقاطعة الأربع أربعة عشر عمدة ، و على مقعدي النائبين 11 نائبا، و على
مقعد الشيوخ ثلاثة شيوخ
... و لدى المقاطعة الآن ستة نواب ... و لم يحدث أن
رشح أو انتخب من بين هؤلاء من هو من شريحة (لحراطين) ..رغم تواجدهم المكثف في المقاطعة
, و وجود أطر من بينهم و مثقفين داخل الحزب الحاكم و أحزاب الأغلبية....
تطبيقا لمبدأ التمييز الإيجابي -لا العنصرية- أطالب من أبناء مقطع لحجار
السعي إلى ترشيح شيخ للمقاطعة من هذه الشريحة ."
نشرت هذه التدوينة على صفحتي الاجتماعية ، لكن التفاعلات معها كان
متباينة ، فقد انقسم المعلقون بين متفهم للفكرة و جدوائيتها مع استبعاده لاستعداد
الساحة السياسية المحلية لتطبيقها ، و بين رافض لها معتبرا أنها فكرة تتبنى وجهة
نظر مروجي الشرائحية داخل المجتمع .
و قد طرحت هذه الفكرة إيمانا مني بضرورة المساهمة بحراك اجتماعي يعيد الاعتبار لهذا الإنسان المكتمل الإنسانية
و الذي يحمل معه تاريخا مديدا من الغبن و الهوان
و حتى يشعر بالندية مع آخر لا يزال يتصور أن سيادته تليدة باقية . إنها حرب على
الصور الملتصقة في أذهان كل من الطرفين ، و لا سبيل إلى زحزحتها إلا بتضييق الهوة .
و لا أظن أن التنظير الجاف المنقطع على الواقع
سيساهم بخطوات عملية ، و لا ينبغي أن نراوح مكاننا في سرد ما ينبغي و ما لا
ينبغي ، و نتحدث على الواجب المنوط بالدولة دون أن نقوم نحن بمبادرات ميدانية و على جميع الأصعدة .
إنني أتصور أن الفكرة ، إن لم نجعلها في قوالب جاهزة ، و لم نمررها على مواقف
مسبقة ، ستكون لها نتائج إيجابية ، أقلها انخفاض مستوى الاحتقان السياسي الذي يخشى
أن يصبح أمنيا و إن محليا . إنها محاولة للقول لإخوتنا أننا سواسية و لا نحتكر عنكم
أي موقع ، فلا فرق .
لست ممن يقول إن العبودية لازالت موجودة ، و
لكن أثارها جلية للعيان ، و لا أدل على ذلك من الفوارق القائمة في التعليم و
الثقافة و نمط العيش و توفر المتاح من
الخدمات العمومية ، و لعل زيارة لأحد (آدوابه) كفيلة فإعطائك مثالا صارخا على
الحيف الذي يعيشه هؤلاء .
إن حركة "إيرا" هي رد فعل على الواقع
، حتى و إن صدقنا أنها صناعة أجنبية ، و نحن نساهم في تأجيج و نشر فكرها إن لم
نبادر إلى امتصاص النقم الاجتماعي بسرعة ،
و ذلك بالمبادرة إلى جعل الوحدة الوطنية هاجس كل واحد منا ، و نشر الانطباع
بالاستعداد الاجتماعي لتطبيق المساواة بين شرائح المجتمع ، و المناسبات السياسية
يجب أن تستغل للمساهمة في تسهيل عملية التنمية ، لا أن تكون فرصة لخلق مناخ إلهاء
للمواطنين عن مشاكلهم ، و تسديد مكافئات للمتفانين في خدمة النظام.
بقلم إسلمو ولد أحمد سالم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق