04‏/01‏/2015

نحو اختيار "شيخ استثنائي" في مقطع لحجار



"في مقطع لحجار.. ومنذ ظهو ر البلديات تعاقب على بلديات المقاطعة الأربع أربعة عشر عمدة ، و على مقعدي النائبين 11 نائبا، و على مقعد الشيوخ ثلاثة شيوخ ... و لدى المقاطعة الآن ستة نواب ... و لم يحدث أن رشح أو انتخب من بين هؤلاء من هو من شريحة (لحراطين) ..رغم تواجدهم المكثف في المقاطعة , و وجود أطر من بينهم و مثقفين داخل الحزب الحاكم و أحزاب الأغلبية....

تطبيقا لمبدأ التمييز الإيجابي -لا العنصرية- أطالب من أبناء مقطع لحجار السعي إلى ترشيح شيخ للمقاطعة من هذه الشريحة ."

نشرت هذه التدوينة على صفحتي الاجتماعية ، لكن التفاعلات معها كان متباينة ، فقد انقسم المعلقون بين متفهم للفكرة و جدوائيتها مع استبعاده لاستعداد الساحة السياسية المحلية لتطبيقها ، و بين رافض لها معتبرا أنها فكرة تتبنى وجهة نظر مروجي الشرائحية داخل المجتمع .
و قد طرحت هذه الفكرة إيمانا مني بضرورة المساهمة بحراك اجتماعي يعيد الاعتبار لهذا الإنسان المكتمل الإنسانية و الذي  يحمل معه تاريخا مديدا من الغبن و الهوان و حتى يشعر بالندية مع آخر لا يزال يتصور أن سيادته تليدة باقية . إنها حرب على الصور الملتصقة في أذهان كل من الطرفين ، و لا سبيل إلى زحزحتها إلا بتضييق الهوة . و لا أظن أن التنظير الجاف المنقطع على الواقع  سيساهم بخطوات عملية ، و لا ينبغي أن نراوح مكاننا في سرد ما ينبغي و ما لا ينبغي ، و نتحدث على الواجب المنوط بالدولة دون أن نقوم نحن بمبادرات  ميدانية و على جميع الأصعدة  .
إنني  أتصور أن الفكرة ، إن لم نجعلها في قوالب جاهزة ، و لم نمررها على مواقف مسبقة ، ستكون لها نتائج إيجابية ، أقلها انخفاض مستوى الاحتقان السياسي الذي يخشى أن يصبح أمنيا و إن محليا . إنها محاولة للقول لإخوتنا أننا سواسية و لا نحتكر عنكم أي موقع ، فلا فرق .
لست ممن يقول إن العبودية لازالت موجودة ، و لكن أثارها جلية للعيان ، و لا أدل على ذلك من الفوارق القائمة في التعليم و الثقافة و نمط العيش  و توفر المتاح من الخدمات العمومية ، و لعل زيارة لأحد (آدوابه) كفيلة فإعطائك مثالا صارخا على الحيف الذي يعيشه هؤلاء  .
إن حركة "إيرا" هي رد فعل على الواقع ، حتى و إن صدقنا أنها صناعة أجنبية ، و نحن نساهم في تأجيج و نشر فكرها إن لم نبادر إلى امتصاص النقم الاجتماعي  بسرعة ، و ذلك بالمبادرة إلى جعل الوحدة الوطنية هاجس كل واحد منا ، و نشر الانطباع بالاستعداد الاجتماعي لتطبيق المساواة بين شرائح المجتمع ، و المناسبات السياسية يجب أن تستغل للمساهمة في تسهيل عملية التنمية ، لا أن تكون فرصة لخلق مناخ إلهاء للمواطنين عن مشاكلهم ، و تسديد مكافئات للمتفانين في خدمة النظام.


بقلم إسلمو ولد أحمد سالم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق