01‏/01‏/2015

مال آخر .... آبه شيخنا


آبه شيخنا

إن أساس أي فوز أو نجاح هو رأس المال البشري وقوة التدبير ولهذا كان الاستغلال الأمثل للموارد البشرية الخلاقة والمبدعة وحمايتها وتشجيعها وراء كل الانجازات المرجوة والمكتسبة .

ثم يأتي بعد ذلك الاستقرار السياسي والاستثمار في القدرات والإمكانيات ،وهذا أيضا من صنع الرجال هذا الأمر ينطبق في كل المجالات وفي كل الأوقات ،رغم أن المال يبقى وسيلة أساسية ومهمة لكل مشروع شريطة استغلاله واستثماره في وقته ومحله دون إسراف او نهب .
فزامبيا لم تفز بكأس أمم إفريقيا بالمال و اسبانيا لم تفز بكأس أوروبا والعالم بالمال و الصين لم تتألق في الاولمبياد بالمال وقطر لم تفز بتنظيم كأس العالم بالمال .
فقط أمريكا وروسيا واليابان اغني دول العالم لم تحرز أي منهم كأس العالم رغم امتلاكهم للمال ،موريتانيا 2015 هي التي تمتلك المال والموارد الطبيعية والرجال والكفاءات ويعي فيها الجميع مكانة الرياضة وكرة القدم لم تبني ملعبا جديدا بحجم المركب الاولمبي منذ زمن بعيد والملاعب الفرعية طالها الإهمال وسوء التسيير وغياب الصيانة ولا تتوفر على أرضيات حديثة صالحة للعب حتى ولا أخرى ملحقة للتدريب ومع أن إطاراتها الفنية من بقي منهم وفياً من مسيِرين ومدربين ومهتمين أرهقتهم المشاكل الهامشية والبيروقراطية حتى لم يعد بإمكانهم الاستمرار على نفس الحال المعهود .
موريتانيا خرجت سالمة من كل الهزات الاجتماعية والسياسية و الأمنية و المستحدثة ،ووفرت مئات فرص العمل وشقت الطرق وأنجزت المشاريع وبنت المدارس و المستشفيات واستحدثت مركز استطبابي وشيدت جامعة ذات مواصفات عالمية ومطار ذي معايير دولية هي نفسها موريتانيا التي لم تبني مرافق رياضية جديدة وأخفقت في صيانة الموجودة منها ،هي نفسها موريتانيا التي يتحدث فيها الصغير قبل الكبير يوميا عن دعمهم للنشاط الرياضي و المنتخبات الوطنية لكرة القدم واهتمامهم بالشباب ولكننا نرى تراجعا ونقصا في الاهتمام وعدم تفعيل للدعم والتوصيات المنطوقة من أعلى المستويات رغم الزيادة القيمة لميزانية الرياضة وكرة القدم ،ومنذ زمن بعيد لم نتذوق طعم انجاز رياضي كبير في الرياضات الفردية أو الجماعية وما تحقق بفضل الرجال وليس المال .
عندما تأهل منتخب كرة القدم للشان و تألق منتخب الكرة الحديدية ببطولة العالم بتركيا تبنى الكل الانجاز وعندما عادوا بالمشاركة الأفضل دخل الكل في بوتقته يتفرج على أحوال لم تتغير رغم الإمكانيات لتغييرها من مساحات ورمال وشبان و الإمكانيات والكفاءات والمناخ المعتدل والرمال والبحار وكل شيء جميل .
إذا تعمقنا في المعطيات التي لم نذكر منها إلا القليل هل يمكن الحديث عن الاحتراف في الرياضة الموريتانية ولو عمليا؟ وهل يمكن انتظار مشاركات أكثر قاريا في المستقبل ؟ وهل يمكن الحديث عن اهتمام السلطات العمومية؟ وأين التكوين المتواصل وإعادة التأهيل ؟ من يشرف على الأندية والمنتخبات؟أين وصلت مشاريع نجيلة الملاعب وبناء البعض منها؟أين بعض الاتحادات الرياضية؟ .
إن الاحتراف و الدعم او حتى النجاح والتقدم ليس قرار ينطق من اعلي مستوى وملاعب وملايين تمنح للاتحادات والنوادي ،كما ان مسؤولية بعثة لا تتحملها الاتحادية وحدها لأن الاحتراف قبل ان يكون أموالا هو ثقافة و وفلسفة وممارسة ومنشآت ومرافق حديثة تنشأها الدولة هو موارد بشرية مؤهلة نثق فيها و نستثمر فيها و نحميها عند الضرورة ونحاسبها عند الخطأ .
ولقد صدق احد سلفنا الصالح حين دعى ربه "ربي ارزقني بيتا من الرجال ولاتعطني بيتا من المال" .

هناك تعليقان (2):