20‏/11‏/2013

مهرجان العلماء بألاك : "ولو أن أهل العلم صانوه صانهم "عبد المجيد ولد براهيم



مساء اليوم وأنا أمر من أمام المنصة الرسمية بمدينة ألاك حيث يقيم حزب الفضيلة مهرجانا بالمدينة لم يحضره سوى نحو 15 شخصا غالبيتهم من فرقة الطبل المستأجرة للإنعاش ، وفرقة التلفزة المكلفة بالتغطية ، كان أول ما تذكرت هو قول "الجرجاني  " :

ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم
ولو عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما
ولكن أهانوه فهانو ودَنَّسُوا
مُحَيَّاه بالأطماعِ حتى تَجهَّما
أجل لقد كنا بجاجة إلى أن يصون أهل العلم علمهم ليصونهم .
لقد أهين العلم ، ودنس شرف الكلم الطيب ، واستغل الدين استغلالا فجا ، وكانت ولاية البراكنة التي كانت مهد " الصفراء والكحلاء " ــ التي كان مختصر خليل يدرس فيها خلال يوم واحد موزعا في الألواح ــ ، مسرح هذه الجريمة النكراء .
نعم أهين العلم وهل هناك إهانة أكبر من أن يزج به وبأهله في سباق بضاعتهم فيه مزجاة ، وسيكونون خلاله مثارا للسخرية بعدما كانوا مبعثا للإعجاب .
عجز "حزب العلماء " كما يسميه أهله عن الحشد لمهرجانه في مدينة هي عاصمة الولاية التي ينحدر منها الرقم الأول والثاني على لائحته الوطنية لا يبشر بالخير على مستقبل العلم والعلماء ببلاد شنقيط المنارة والرباط .
ليس العجز عن الحشد هو الجريمة الوحيدة التي اقترفها دعاة "الفضيلة " في ألاك ، بل أكبر منها أن يكون المتحدثون في مهرجان العلماء باسمهم لا يحسنون التهجي ، ويعبثون بالآيات القرآنية لفظا وخطا ، فلم تقف الجريمة عند حد تشويه صورة العلماء وإنما تجاوزت ذلك إلى ما كان يتوقف عنده الكلام عند أسلافنا .
وفي مهرجان العلماء بألاك غاب القلم واللوح وحضر الطبل ياللمفارقة ...وكانت الصور أكثر حضورا من الجمهور ومع ذلك يلتفت أحدهم قائلا "وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله " ، إنه لي أعناق النصوص وتحريف الكلم عن مواضعه .
حقا يحز في نفسي أن أول تدوينة لي عن الفضيلة والعلماء حزينة وسوداوية إلى هذه الدرجة  ...

من صفحة الزميل عبد المجيد ولد براهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق