15‏/12‏/2014

الشيخ الشيباني ولد محمد احمد النجمري رحمة الله عليه "تعريف"

درس القرآن على خاله محمد فال بن محمد بن بلال الذي نشأ في أحضانه بعد وفاة أمه، فحفظ القرآن بما يتطلبه الحفظ من الرسم ودراسة المقرأ : مقرأ الإمام نافع بروايتي ورش وقالون، ودرس عليه متون الأخضري وابن عاشر والآجرومية وشرحه للشيخ سيديا بن المختار بن هيبة.

وكان يحفظ هذا الشرح حفظه للقرآن ، درس عليه بعض رسالة ابن أبي زيد، ثم في حدود الخامسة عشر من عمره رحل إلى أهله وأبناء عمه، وكانت ظروف الأسرة تفرض عليه ذلك لأنه أكبر إخوته، وتقاليد البلاد تلزمه بأن يظل بيت الأب على حاله ( قائما ) بما يتطلب ذلك من الإعداد للضيوف وما إلى ذلك ، لكن هذا الرحيل لم يؤثر على دراسته ، فواصل تعليمه على ابن عمه العلامة الكبير محمد الخليفة بن محمد بن احمد ، فدرس عليه بعض الرسالة ، كما درس عليه العروض (نظم ابن عبدم الديماني).

ثم شعر شيخنا الشيباني أن تواجده بين إخوته واهله قد أثر على دراسته فارتحل إلى العلامة الشيخ إبراهيم بن أمانة الله (اباه بن محمد الأمين اللمتوني ) فدرس عليه ألفية ابن مالك دون احمرار ابن بونه .

عاد إلى أهله في السنة التي توفي فيها خاله وأستاذه الشيخ محمد فال بن محمد بلال 1357هـ ، فقام بمحاولة الشعر وأنشأ قطعة رثاه بها سنورد في ديوانع نل حصلنا عليه منها ، ولا يخفى أنه قالها في بداية محاولته للشعر ، ثم بدأ دراسة مختصر خليل على ابن عمه العلامة الشيخ محمد الخليفة بن محمد احمد فدرس عليه معظم السفر والباب، وكانت هذه الدراسة تتخللها في بعض الأحيان دراسة على العلامة الشيخ محمد بلال الملقلب "الحافظ " بن محمد بلال والعلامة الشيخ محمد لمهابة بن الطالب اميجن والعلامة الشيخ عبد الرحمن بن محمد بلال ، فدرس عليه ديوان الستة ، ورحل إلى العلامة الشيخ زين العابدين بن المحبوب ، فدرس عليه ربعين من ألفية ابن مالك مع احمرارها وطرتها وحواشيها ، وفي هذه الفترة اتصل الشيباني بالشيخ احمد أبي المعالي بن الشيخ احمد الحضرمي التاقاطي ، فأخذ عليه ورد الصوفية، ونجد لشاعرنا قصائد رائعة في مدحه ، فقد تخللت هذه الفترة التي خصصت لدراسة النحو دراسة على العلامة الشيخ محمد عبد الرحمن بن يحظيه ، وهي فترة جفاف على البلاد كانت ظروفها قاسية على الشاعر، وتقطعت فيها دراسته وذلك في أواخر الثلاثينات وأوائل الأربعينات.

ثم ارتحل إلى العلامة الشيخ إبراهيم بن أمانة الله بن محمد الأمين، فأعاد عليه دراسة بعض مختصر خليل، عاد إلى أهله بعد ذلك ولازم ابن عمه الشيخ محمد الخليفة ، فدرس عليه طلعة الأنوار في مصطلح الحديث وبعض متون الأحاديث معتمدا على تيسير الوصول إلى جامع الأصول، ولازم حلقته في التدريس ليتمرن على فن الإقراء، وكان يخلفه في بعض تغيباته، وفي هذه الفترات المنقطعة كان الشيباني للأسباب الآنفة الذكر يقوم بشؤون الأسرة التي تكلفه الأسفار الكثير ، وإذ ذلك ألجأته الظروف إلى البحث عن وسيلة للعيش ، وكانت وسيلة التوظيف آنذاك قاصرة على فن التدريس في المدارس الحكومية النظامية ، فعين مدرسا في مدرسة بدوية بالعقيلات (مونقل) 1951 ، ثم حول إلى مدرسة مقطع لحجار 1956، وفي سنة 1960 شارك في مسابقة القضاء التي أجريت في البلاد لأول مرة، ونجد فيها وفضل ترك القضاء والبقاء في وظيفته كمعلم، وعين أو مستشارا تربويا في المنطقة الوسطى التي كانت تضم دوائر كوركل والبراكنة وتكانت، وفي سنة 1964 ذهب إلى القاهرة ضمن مجموعة تتكون لمهنة التفتيش والتدريس، فدرس في كلية التربية (جامعة عين شمس) وقضى فيها ما يربو على سنتين، وعهد إليه بتفتيش المعلمين بدائرتي لعصابة وكيدي ماغا، وفي سنة 1970 نجح في امتحان المفتشين المساعدين الذي أجري لأول مرة في البلاد، وقضى في مدرسة الأساتذة قرابة سنتين، ثم عين مفتشا جهويا في كيفة سنة: 1971 – 1973، ثم عين مديرا جهويا في ولاية كوركل (كيهيدي)، وفي أواخر 1977 عين ضمن بعثة قضاء وإفتاء وتدريس موفدة إلى الإمارات العربية المتحدة (أبو ظبي)،
وشغل فيها وظيفة الفتوى وإلقاء دروس في التفسير والحديث والفقه بالجامع الكبير بابوظبي .......
وظل كذلك إلى بشكل نهائي إلى أرض الوطن وإستقر به الحال في موريتانيا سنة 2001 ..

رحمة الله على الجميع ..

اللهم اغفر لهم وارحمهم , وعافهم واعف عنهم , وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم , واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس, اللهم جازهم بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا , اللهم إن كانا محسنين فزد في حسناتهم وإن كانا مسيئين فتجاوز اللهم عن إساءتهم, اللهم افتح أبواب السماء لروحهم وأبواب رحمتك وأبواب جنتك أجمعين برحمتك ياأرحم الراحمين, اللهم إنهم عبادك خرجوا من روح الدنيا وسعتها , ومحبوهم وأحباؤهم فيها إلي ظلمة القبر وماهو لاقيهم , كانوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم بهم , اللهم يمن كتابهم , وهون حسابهم , ولين ترابهم , وألهمهم حسن جوابهم , وطيب ثراهم وأكرم مثواهم واجعل الجنة مستقرهم ومأواهم.

( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين ) .

صدق الله العظيم

نقلا عن صفحة Inegih Abderahmane  على الفيس بوك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق