كغيره
من أحزاب المنسقية لم يحسم حزب اتحاد قوى التقدم بعد قرارا بشأن المشاركة في
الانتخابات من عدمها، و تبقي الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها حين يقرر الحزب
اليساري خوض غمار الانتخابات.
في نيابيات 2006 حصد اتحاد قوى التقدم تقدما مهما في
الخريطة السياسية، كانت نتيجته دخول مستشارين اثنين إلى البلدية ، الأول عن قرية
لخطيط أحمد سالم ولد اعبيدمان و المستشارة الثانية من قرية أم لكحل الناجية بنت
السيد.
ومنذ 2006 حتى اليوم، حدثت تقلابات كثيرة شكلت اهتزازا
قويا في بنية الحزب، وقناعات الرفاق، حدث انقلاب 2008 الذي قاده الجنرال محمد ولد
عبد العزيز، ثم حوار دكار الذي قاده السياسي المخضرم محمد ولد مولود رئيس الحزب،
ثم رفضت بعد ذلك اغلب أحزاب المعارضة الاعتراف بنتائج الانتخابات، ودخلت في معارضة
النظام وطالبت برحيله.
تقوم قناعة اليسار الموريتاني على تبني مطالب الفقراء و
المهمشين، ولعل هذا الخطاب ما دفع أغلبية من شريحة "لحراطين" في المنطقة
إلى التصويت لهم في عدد من المواسم السياسية، ولعل نفس السبب أيضا هو ما يجعل
البقية الباقية من الشريحة تؤمن بأفكار اليسار المحرر.
يشتهر ولد اعبيد مان في البلدية بحبه
للرياضة و يحسب له نجاح بطولة كأس العمدة صيف 2011، كما ساهم في كثير من الأحيان
في بعض الأنشطة المقامة في البلدية، أما المستشارة الناجية فلا يوجد لها ذكر.
في تسعينيات القرن الماضي كانت المنطقة
مرتعا لصراع فكري بين اليساريين والاسلاميين، ولأن المنطقة تحسب على النائب
البرلماني محمد المصطفى ولد بدر الدين فإن الناس كانت تميل - عن قناعة أو قرابة-
الى الطرح اليساري المؤدلج، وشهد فكر الرفاق عصره الذهبي آنذاك، بدعامة أساسية
تمثلت في الأساتذة والمثقفين.
بمسح جغرافي سريع يتبين أن شعبية حزب
اتحاد قوى التقدم قد تقلصت بشكل كبير، ففي لخطيط دخلت حركة ايرا على الخط و
استطاعت جلب ولد اعبيدمان اليها، وفي قرية ام لكحل استطاع حزب تواصل ان يفكك في
خلايا الحزب، فانسحب بعضهم الى الحزب، وقرر البعض الاخر اعتزال السياسة.
ولد اعبيدمان رجل الحزب الأكثر شعبية و
حيوية، كان قد شكل مع رفقاء في المنسقية منهم المستشار في البلدية
"داهي" و ممثلي حركة ايرا في لبراكنة، شكلوا كتلة سياسية يطلق عليها اسم
"الشتات" تهدف الى الدخول في الانتخابات حين تقرر المنسقية المقاطعة.
وفي ظل الحديث عن مشاركة مؤكدة لحزب
تواصل في الانتخابات يبقي على رفقاء الأمس الاختيار بين الاستمرار في التكتل أو
العودة الى احزابهم والترشح من خلالها.
في لقاء خاص مع احد قادة التكتل
المذكور سُئل ولد اعبيدمان : هل ستلتزم بقرار حزبك إذا ما قرر المقاطعة، فرد
بقوله: كلا، "ما خالك حد مفكسي اعل حزب"
تقول نظرية اليسار الموريتاني إن
مهادنة الناس في الأمور التعبدية أمر لابد منه في مجتمع متدين، فهل يهادن الحزب
سياسيا أيضا ؟
نقلا عن مدونة صنكرافة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق