18‏/10‏/2013

لمصلحة من يتم تهميش أهل بوزريبية؟ (رأي) بقلم / الدكتور اباب ولد بنيوك



إنه لمن المؤسف حقا والمخجل أن أجد نفسي مضطرا للكتابة في مجال كنت أبعد   ما أكون إليه فلا ثقافتي ولا حتى قناعاتي الوطنية تنسجم معه ولكن إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا فما حيلة المضطر إلا ركوبها.
 
عندما يجد الرجل تهميشا ممنهجا يتعرض له مسقط الرأس والأهل والعشيرة (بلاد بها نيطت علي تمائمي وأول أرض مس جلدي ترابها) لا بد أن يتأثر، عندما يرى الحر أرضه  التي ولد بها وترعرع يقع عليها الظلم وتتعرض لتهميش ممنهج ومتفق عليه لا بد أن يتساءل لماذا؟.
فعلى الرغم من أن  ساكنة بوزريبية استبشروا خيرا بالعهد الجديد وموريتانيا الجديدة وكانوا أول الداعمين لمحمد ولد عبد العزيز بمكاتبهم (لعصابة - لبراكنة) وكان مكتب بوزريبية التابع لبلدية مال والذي يعتبر من أهم مكاتب مقاطعة ألاك المكتب الذي حصل فيه محمد ولد عبد العزيز على  99,9 ولم يكن تأييدهم حماية لمناصب أو أموال اختلسوها في العهد البائد بل كنا نؤيد فقط لأننا كنا ولا نزال نريد موريتانيا جديدة خالية من الفساد والمفسدين، موريتانيا للجميع كنا نود أن تتخلص موريتانيا من الطغمة التي حكمتها منذ الاستقلال والتي تتوارثها جيلا بعد جيل والتي أفسدت الحرث والنسل والتي هي سبب كل ما تعيش هذه البلاد من تدهور اقتصادي وحيف اجتماعي، كنا نؤيد محمد ولد عبد العزيز من أجل تفكيك الشبكة الحديدية والتحالف غير المقدس بين مافيات الفساد الذي كان يقود هذه البلاد إلى مصير مجهول في حين كان المحظوظون والمقربون من النظام حاليا في الجانب الاخر.
ولكن للأسف على الرغم من تأييدنا اللا مشروط والمبكر لبرنامج الرئيس وعلى الرغم من كل ما حصل في هذه الجمهورية ظلت منطقة بوزريبية ومجموعة أهل اسويد التي تسكنها خارج كل تدخلات الدولة الاجتماعية والسياسية فلا ماء ولا صحة ولا مدير ولا وزير ولا حتى رئيس مصلحة ولا ولا؟
فرغم الكثافة السكانية لهذه المجموعة (لبراكنة – لعصابة - كوركول) والكفاءات العلمية الكثيرة لأبناء بوزريبية حيث يعتبر الأكثر أطرا في المنطقة من دكاترة أكفاء ومهندسين وأطباء طالهم كلهم التهميش في حين أن القرى المجاورة والتي لا تتجاوز أصابع اليد وبلا أي كفاءات علمية تستأثر بكل التعيينات والمناصب الانتخابية في مشهد مثير للاستغراب في موريتانيا الجديدة.
وكما هي العادة دائما جاءت خيارات الحزب تتجاهلنا تماما فلا عمدة ولا نائب ولا خلف ولا ولا...  وكأنها تريد تكريس واقع هو بالضبط ما كنا نظن أننا تجاوزناه.
لقد عادت الأمور للأسف للمربع الاول، نفس الوجوه، نفس المنتخبون، نفس الخطاب، ضاع مبدأ تجديد الطبقة السياسية ومحاربة الفساد، لقد استطاعوا للأسف الالتفاف على كل الشعارات التي حلمنا بها.
حقا أن أطر بوزريبية ليسوا ضمن الشبكات المافيوية التي ظلت تحكم هذا البلد والتي خيل إلينا أنها أبعدت عن مراكز القرار.
 صحيح أيضا أننا في بوزريبية نتحمل كثيرا ولا نشكو، نصبر ونحن نتمثل أبيات علي ابن الجهم
 أبت لي قروم أنجبتني أن أرى  == وإن جل خطب خاشعا أتضجر
لكن وكما يقال بلغ السيل الزبى .
حقا لقد أصبحنا نتساءل لمصلحة من يتم تهميش أهل بوزريبية؟
هذه ملاحظات برسم السيد الرئيس فلا زال أهل بوزريبية يا سيادة الرئيس ينتظرون رد الجميل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق