
كنت أحلم:
لكن هل هذا كل ما في الأمر؟ إن المنظر
الطبيعي الخلاب محفوف بجوانب أخرى غير مساعدة على الاستمرار في هذا الحلم الجميل
من ذلك:

- الماء "المطروح":


الأجنحة الطويلة:
لقد وزعت بعض الأنابيب في بعض مناطق
باركيول ولكنها خالية من الماء فالمضخات التي ستوفر الماء داخل هذه الأنابيب ما
زالت خارج المكان ويتطلب إحضارها وقتا ونرجو أن يختزل الزمن بشأنها فالسكان لا
يتحملون الإنتظار أكثر؛ وأن لا تتضرر تمويلات تلك المشاريع من أصابع رموز الفساد
المتمثلين في المقاولين المراوغين والمحميين من قبل ذوي الأجنحة الطويلة المتنفذين
في أرزاق الناس في مختلف المنطق الداخلية ويظهرون الود للسلطات الحاكمة محليا ومركزيا.
دسكي:
الطرق بين المناطق غير معبدة وبها
الكثير من المطبات ومع الأمطار تنقطع بين العديد من الأحياء إثر السيول الجارفة
التي تمر عبر الأودية وغيرها من ممرات المياه؛ فلا يوجد معبر صالح غير معبر"
دسكي" مما يتطلب تشييد قناطر عبر الأودية حتي لا يبقي السكان منعزلون عن
بعضهم البعض أسبيع؛ لقد كانت هناك محاولات تشييد معابر مشابهة لمعبر دسكي؛ لكنها
تضررت من سلوك المقاولين غير الأوفياء حيث يشيدون جسورا غير مكتملة التقنيات
الفنية وبوسائل ضعيفة ورديئة كثيرا ما تجرفها السيول أم تمر بجانبيها من هنا وهناك؛
ويبقي ما كان مرجوا منه أن يكون ممرا على سطح الماء عائقا للحركة أثناء فترة
السيول وبعدها.

إن الطريق الذي عول عليه السكان كثيرا
هو طريق الغايرة-باركيول وقد بدأ العمل بها بصورة متعثرة وهي تعاني الآن من سوء
التقديرات الفنية فقد جرفت السيول العديد من الأرضية التي كان مقدرا لها أن تكون
مدعمة كما جرفت الجسور التي وضعت على الممرات المائية لرداءة انجازها؛ فقد اعتمدت
غلق الممرات دون ترك منافذ؛ وكأن العاملون عليها لا يعرفون أن الماء لا بد أن يمر
من حيث سبق أن مر؛ وبذلك التصرف الغبي ضاع الجهد الذي قد بذل سابقا وخسر السكان
قدرا كبيرا من الوقت والقدرات المادية والعضلية الثمينة.

عن الصحة حدث ولا حرج إنها الحاضر
الغائب؛ حاضرة في أذهان السكان وخاصة النساء وغائبة من حيث الوجود الفعلي؛ يتحدثون
عنها بآهات وألم عند ما يتذكرون اليوم الذي أخذ فيه المخاض فلانة في الحي الفلاني
أو عندما وضعت حملها في ظروف يرثي لها وأصابها النزيف وقضي عليها وهي محمولة على ظهر
عربة متجهة إلي أقرب نقطة صحية.
الوضع الصحي يتضرر منه الجميع أثناء
الوعكات الصحية الحادة وفي فترة الخريف حيث تنتشر الحيات والثعابين وتتضرر النساء
بشكل حاد أثناء الحمل والوضع والأطفال أثناء المرض وإبان فترات التلقيح الثلاثي.
يخافون من سقوط المدرسة فوق رؤوسهم:

وقد يكمل المقاول العمل بصورة سيئة؛
فلا يستطيع التلاميذ ولا المعلمون دخول البناية خشية أن تتداعي على رؤسهم وبذلك
يتفرق التلاميذ بين الأحياء ويعود المعلم من حيث قدم وتلك هي خاتمة تعليم أبناء
مثلث الفقر في القرن الثالث والعشرين.
الصلاة:
لا تعتبر المساجد أكثر حظا من مختلف
المنشآت الثقافية الأخرى؛ فعددها قليل وأبنيتها ضعيفة حتى لا نقول رديئة وهي عل
رأس أولولات السكان لما توفر لهم من إقامة الشعائر الإسلامية وتساعد في محو الأمية
عن الأطفال المحرومين من التعليم النظامي. 9 - يقضون الليالي في الطوابير

محبطون من سلوك أهل السياسة:
إن السكان يبدون استياءهم من مختلف
السياسيين الذين وصلوا إليهم لطلب أصواتهم ويبدون التشاؤم والامتعاض تجاه كل من
يتحدث عن الساسة وصناديق الاقتراع فهم محبطون من تصرفات الجميع؛ ومع ذلك يوجزون
مطالبهم للقادمين إليهم في نقاط محددة يعتبرون من ينفذها هو الفائز في نظرهم
وتتمثل في:
حل مشاكل الماء والصحة والتمدرس
والنقل ودعم المدارس والتعاونيات الزراعية والرعوية.
وخلاصة القول: أن دور الإدارة
والأحزاب مختلط في اذهانهم؛ فكل من يتحدث عن الأمور العامة معني في نظرهم بمطالبهم
ومسئول عن تخلفهم عن الركب الحضاري.
فالسكان في مثلث الفقر محبطون من سلوك
السياسيين واصفينهم بالكذب والخداع؛ وكذلك تصرفات الإداريين؛ الذين يعتبرونهم
متمالئيين مع الوجهاء الأشرار ومحملينهم المسؤولية عن تأخر الوضع الصحي والديني
والتعليمي وعدم وصول أبنائهم إلي مصادر صنع القرار في البلديات والنيابيات
نقلا
عن موقع أقلام حرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق